فن صلاح جاهين.. كنز لا يفنى!
صفحة 1 من اصل 1
فن صلاح جاهين.. كنز لا يفنى!
صلاح جاهين وإبداعه وشخصيته كنز لا يفنى.. شاهدت حلقة قديمة من برنامج «أوتوجراف» سجلها معه المذيع المثقف طارق حبيب، وكشف فيها عن جوانب لم أكن أعرفها عن فنه وحياته.
لم أكن أعرف مثلاً أنه كتب أعمالاً جميلة للمسرح، أهمها «دائرة الطباشير القرمزية»، ثم توقف عن الكتابة المسرحية بسبب إحجام الدولة عن إنتاج المسرحيات الغنائية الاستعراضية المكلفة فى السنوات التى أعقبت النكسة، وأعتقد أن الوقت أصبح مناسباً الآن للتفتيش عن تلك المسرحيات وإخراجها للنور فى زمن عزّت فيه الأعمال المسرحية الجيدة، واضطر د.أشرف زكى رئيس هيئة المسرح لإعادة الـمـسرحـيات الناجحة القديمة فيما عرف بنظام «الريبرتوار»..
وتحدث جاهين أيضاً فى الحوار عن فيلم كتب له السيناريو والحوار عن قصة بعنوان «أحمد ومريم» تدور أحداثها عن الحرب الأهلية اللبنانية من خلال قصة حب تستوحى رائعة شكسبير «روميو وجولييت» ولكن هذه المرة بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، وكان المفترض أن ينتج هذا الفيلم ويخرجه الراحل يوسف شاهين، لكن الظروف السياسية وقتها لم تسمح بتصوير الفيلم.
وهاهى الفرصة سانحة الآن لشركة مصر العالمية ولورثة شاهين حتى يخرجوا هذا الفيلم للنور، وليس أفضل بالطبع لإخراجه من تلميذى «جو»، وأقصد المخرجين المتميزين يسرى نصر الله وخالد يوسف، فالقضية لا تزال ساخنة وفتنة الطائفية فى لبنان لا تزال رابضة ونائمة تحت السطح.. بل امتدت الفتنة لدول عربية أخرى، وخاصةً العراق.. والأمر لا يحتاج سوى التفتيش فى أدراج يوسف شاهين لإخراج سيناريو الفيلم الذى لا تزال تملك الشركة حق تصويره وإنتاجه وتسويقه..
أما أكثر ما أدهشنى فى حوار «جاهين» مع طارق حبيب، هو اعتقاده الراسخ بأنه سيموت مكتئباً- وهذا ما حدث - والقصة التى حكاها عن اصطحاب زوجته الفنانة منى قطان له لأشهر الأطباء الانجليز المعروفين بعلاجهم لحالات الاكتئاب، والذى قالت له منى وكأنها تصعقه بمفاجأة إن زوجها المكتئب رسام كاريكاتير.. وكان الرد من الطبيب سريعاً وتلقائيا: "وإيه يعنى.. فمعظم زبائنى رسامى كاريكاتير وفنانون كوميديون ومهرجو سيرك.. عادى جداً.. إن هؤلاء الذين يضحكوننا ويصنعون البسمة فوق شفاهنا ويصنعون لنا البهجة، هم أكثر البشر عرضة للإصابة بالهم والحزن وأعراض الاكتئاب"..
وانتهى كلام الطبيب الانجليزى.. لكن كلام جاهين لم ينته.. واعترف بأنه لم يكن يوماً كثير الضحك.. كان فقط يبتسم.. وأعماله أيضاً لا تقصد أن تجعل الناس «يفطسون» من الضحك، ولكن تقصد أن تجعلهم يبتسمون ويفكرون.. فوراء سخرية صلاح جاهين فلسفة عميقة وفكر جرئ وروح متمردة.. ولذلك مات جاهين وبقى فنه دعوة دائمة للتأمل فى ابتسام!
H@iDy Adel- Admin
- المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى